الاثنين، 27 أغسطس 2018

لالاباي ~ Lullaby

تاريخ النشر: 13/8/2019
 اليوم: الثلاثاء



| خلف كواليس لالاباي |
Behind The Scenes of Lullaby


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~
بتاريخ الثالث عشر من أغسطس عام 2018 نشر فريقنا الهاوي لمجال الأنيميشن والمكوّن مني أنا عبدالرزاق (مخرج ومصمم ستوريبورد) والزميلة الفاضلة زهراء أو  ليموليال (رسامة ومصممة ومحركة أنيميشن) مقطع شارة نهاية بعنوان لالاباي "هدهدة" في يوتيوب، وهي تجربتي الثانية في تصميم الستوريبورد، وتجربتي الأولى في الإخراج، وتجربتنا الأولى كفريق في العمل على أنيميشن مشترك :


مقطع لالاباي في يوتيوب (حقوق الأغنية محفوظة لأصحابها)


  
| تمهيد |

حينما ابتكرتُ الشخصيات وصمّمتُ الستوريبورد لم أواجه صعوبة تذكر، فالشخصيات خرجت تلقائياً وطبيعياً من حاضنتها التي احتضنتها فيها داخل رأسي فترة من الزمن مذ استمعت لشارة نهاية أنمي غوفاريان أول مرة. لاحقاً، عَرضَت عليّ الفنانة ليموليال إخراج ما بجعبتي والعمل على مشروع مشترك، وقبلتُ العرض بكل سرور. كان العمل المشترك ناجحاً بغض النظر عن بعض الصعوبات الطبيعية مثل:


ستوريبورد أو لوحة قصة مقطع لالاباي



1. التواصل ونقل الفكرة من عقل المخرج إلى عقل الرسام
كما تعرفون فإني لست رساماً بارعاً *عرق*، فلذا عذّبتُ زميلتي بعض الشيء في إيصال الفكرة. في المرة القادمة سألجأ إلى التصوير بالكاميرا بدلاً من الرسم باليد.


2. صغر حجم مربعات الستوريبورد
-حينما أخرجتُ لوحة القصة رسمتها في مربعات صغيرة كالتي يستخدمها اليابانيون، وبصراحة اكتشفتُ متأخراً بأنها غير عمليّة. فالأفضل أن يُرسم الستوريبورد في مربعات كبيرة ثم يُقلّص حجمها لاحقاً بالحاسوب لتبدو الأبعاد والقياسات سليمة والتفاصيل واضحة في داخل كل مربّع، فلا يشقى الأنيميتر في فهم الخربشات لاحقاً. *ضحك*




مربعات الستوريبورد


 3. رسم اللايآوت Layout
-قبل رسم الإطارات المتحركة وجب علينا بادئ الأمر رسم الشخصيات والخلفيات بقلم الرصاص في إطار واحد أو ما يُعرف تقنياً برسم اللايآوت. لن أبالغ إن قلت بأن هذه الخطوة قد استنزفت نصف طاقة الفريق وأطالت فترة الإنتاج طولاً فلكياً *شعور بالذنب*. تعلمتُ درساً مهماً هو أن أفضل شخص لرسم اللايآوت في الفريق "مخرج العمل" نفسه! أجل. فعوضاً من تعذيب الأنيميتر بطلب إعادة الرسم مراراً أو كما تسمى بالRe-takes كان الأجدر بي أن أرسم اللايآوت بنفسي وأوكل للأنيميتر مهمة تصحيحها فقط. لن أنسى القول بأن هذه المرحلة تتطلب مهارة أكاديمية فائقة في الرسم الهندسي ويشمل ذلك سلامة رسم المنظور ومراعاة نقطة التلاشي وخلاف ذلك من أسس التمثيل الهندسي، فلذا يستحسن للهواة الاستعانة أثناءها بآلة التصوير أو المجسمات ثلاثية الأبعاد، ولم نستعن بشيء منها فعانينا الأمرّين *قهقهة*.

 

لايآوت لأحد مشاهد مقطع لالاباي






 
4. الإخراج التقني / التنفيذي
من السهل أن تتخيل لقطةً ما.. لكن كيف ستنتجها؟ ما الأدوات التي ستحتاجها؟ كم عدد الطبقات اللازم رسمها؟ ما سرعة الدخول والتلاشي؟ كيف ستتداخل الطبقات؟ كل هذه الأسئلة يجب أن يعرف المخرج التقني إجاباتها! *يا إلهي*. حقيقةً لم أتخيل بأن الإخراج التقني بهذا التعقيد.. فأنت هنا لا تتعامل مع أجسام ملموسة كما في التصوير الفوتوغرافي، بل تتعامل مع طبقات مرسومة توهمك بأنها أجسام ملموسة، وشتّان ما بين الإثنين. هي مهمة ممتعة ومشوقّة كثيراً، ففي كل لقطة ثمة تحدٍ جديد. يوم المخرج التقني هو يوم حافل بالتحديات والأكشن! *هاها* أنا وليموليال مارسنا الإخراج التقني بالتناوب كلٌ بحسب معلوماته وخبرته.

 
 لايآوت كُتبت عليها ملاحظات تقنية تمهيداً لإنتاج اللقطة

----------------------------------

| الفاتحة Prologue |

 المُراد من الفاتحة أو البرولوغ كما يُطلق عليها بالإنغليزية بناء الشخصيات بناءً موجزاً قبيل الدخول في المغامرة، إذ أن هذا البناء من شأنه ربط المُشاهد بالعمل عاطفياً وجعله مهتماً بمصير الشخصيات كما هو سائد في صناعة الأفلام والمسلسلات. وهذه غاية جوهرية ينبغي على المخرج إدراكها قبل التعمق في الحبكة لألا يخسر اهتمام المشاهدين مبكراً.


يبدأ لالاباي بنغمات بيانو عذبة يزامنها ظهور تدريجي للشخصيات. بدايةً نرى العصفور كسير الجناح وهو يشعر بالامتنان لمن داوى جناحه، يلي ذلك ظهور للفتاة التي جبّرت جناحه تجبيراً بدائياً بريئاً يعكس صغر سنها وبراءتها وقلة خبرتها. (ورد خطأ إنتاجي هنا إذ كان من المفترض أن تكون ثياب الفتاة متسخة بالتراب ووجهها وشعرها كذلك، حيث أنه من الضروري تعريف المُشاهد بطباع الشخصية قبل التوغل في الحبكة لكي يعرف من هي وكيف تفكر على الأقل. هذه الفتاة شجاعة وأهلٌ لتكون بطلة القصة وثيابها المتسخة كانت تلميحاً على ذلك، ولكن التلميح سقط سهواً من المخرج فضلاً عن نسياني تنبيه الفنانة بأن تكون خلف الفتاة خلفية زرقاء اللون لا خضراء) *خجل*.

نظرا لأن العمل بالكامل من رسم وتصميم وتلوين شخص واحد وهي الفنانة متعددة المواهب ليموليال، فقد ارتأيتُ كمخرج تخفيف العبء عنها عن طريق جعل الأنيميشن محدوداً وإنقاص عدد الفريمات فيه قدر المستطاع ليبدو لالاباي وكأنه كتاب يتصفحه المشاهد ويستمتع بذلك. وقد عملنا دراسة للتحريك قبل الإنتاج تمثلت في مقطع قصير تجريبي. ونظراً لأن الصور جامدة في البرولوغ فقد خطرت ببالي فكرة إظهار الألوان تدريجيا كي لا يمل المشاهد أثناء التحديق في صورة ثابتة منتظراً بدء المغامرة، بل يستمتع على الأقل بالدخول المتدرج للألوان وتخمين كيف ستكون. هي متعة بسيطة بلا شك لكنها حتما أفضل من ملل الانتظار بكثير. *صحيح؟*

البرولوغ ملوّن رقمياً، لكنه يتبع طريقة الهارموني التي اشتهر بها المخرج الراحل أوسامو ديزاكي لكن بوجود فارق في التحبير. لم نلوّن المشهد يدوياً نظراً لوجود مجازفة بهذا القرار. فتعديل الألوان صعب بعض الشيء في التلوين اليدوي، فضلاً عن أن طاقة الفنانة محدودة وليس من الحكمة إهدارها باكراً فأمامنا مشوار طويل حتى الوصول إلى النهاية. بأمانة، طلبتُ من الفنانة طلباً في غاية الصعوبة هنا وهو أن تصوّر أفراد عائلتها في وضع مماثل لوضع الشخصيات وتعيد الرسم لتكون زاوية الكاميرا صحيحة 100% في الأبعاد، لكن يبدو بأن عنصر الوقت قد حال دون تحقق هذا الطلب الدقيق، فقد صوّرَتهم بالفعل، لكنني لا أتذكر ماذا جرى لاحقاً. *ضحك*



البرولوغ


------------------------------------------

| اللقطة التأسيسية Establishing Shot |

هي لقطة مهمة للغاية في أي شارة أو حلقة أو فيلم، حبذا أن تحمل رمزيات تلخّص القصة أو تعبّر عن الغاية العظمى بشكل مبطن. في لالاباي كانت اللقطة التأسيسة تشير للأمان والسكينة، والشهاب الثاقب قد يرمز للأمل ولأمنية الطير في التحليق في السماء من جديد. كنت حريصاً على ألا تظهر قمة الجبل مبكراً، فإظهارها سيكشف أن الكاميرا ستتحرك للأسفل وسيكشف أن المكان نائٍ وهذه المعلومات لا يجب أن يحصل عليها المشاهد الآن، فإن حصل عليها مبكراً سيبدأ بالتساؤل "متى ستنزل الكاميرا؟ أعرف أنها ستنزل" وهذا سيشعره بالضجر ويجعل الثواني تمر ببطء شديد عليه. 
(وجب التنويه إلى أنه قد ورد خطأ إنتاجي قاهر هنا، فأطراف اللوحة الملونة يدوياً بألوان Nicker Poster Colors قد انكشفت وهذا يرجع لعدم احتسابي للأبعاد المطلوبة بدقة ولحجم الأوراق اللازم استخدامها).

اللقطة التأسيسة



----------------------------------

| التقديم Presentation |

بعد انتهاء اللقطة التأسيسة تبدأ الكاميرا بالنزول تدريجياً كاشفةً عناصر القصة: المكان وهي غابة نائية، والزمان وهو المساء، والشخصيات وهي فتاة صغيرة وشاب وطائر كسير الجناح. (ملاحظة: كان الأفضل أن نضيف صوت أمواج البحر مع ظهور الشهاب بالبداية ليفهم المُشاهد أن هذه الغابة واقعة بالقرب من شاطئ البحر ولكن فاتنا هذا الأمر). *أوه*

إنتاجياً، كنت أتمنى أن تكون سرعة الكاميرا أبطأ من هذا ولكننا دفعنا ثمن وقوعنا في خطأ جسيم إذ أننا لم نقم بخطوة الـ أنيماتكس قبل صنع الخلفيات. هذه الخطوة هامة للغاية لتحديد سرعة الكاميرا ومعرفة أطوال الخلفيات التي سنحتاج اليها قبل البدء برسمها وتلوينها. ونظراً لإهمالي لتلك الخطوة فقد دفعنا الثمن بأن أصبحت الخلفية المرسومة طويلة جدا وتحريك الكاميرا عليها عمودياً أخذ ثوانٍ كثيرة ما اضطرنا مجبرين الى تسريع تلك الحركة. ولكنني كمخرج تمسكتُ بالكاميرا البطيئة قدر الإمكان قابلاً بحلول ترقيعية مثل:
أ: استبدال اغنية لالاباي بصوت كاغياما بالإصدار الأصلي الأبطأ إيقاعاً.
ب: قص الجبال من الأسفل، ما نتج عنه ظهور فاصل أسود غريب الشكل بعض الشيء.

لايآوت القطة التأسيسية

جدير بالذكر أن الكاميرا البطيئة هي سمة من سمات الأنمي الياباني وفارق أساسي بينه وبين الكرتون الغربي أو الأنيميشن الآسيوي وقد أردنا محاكاتها في عملنا لكننا لم نوفق هذه المرّة للسبب المذكور آنفاً.

الزمان والمكان والشخصيات


----------------------------------

| العقدة Conflict |
عقدة المقطع باختصار هي وجود جناح كسير يمنع الطائر من الطيران، والحل هو علاجه فيطير من جديد. *عقدة بسيطة لعلّها ملائمة لشارة نهاية* أما عقدة القصة فهي افتراق الفتاة عن والديها.

----------------------------------

 | الغاية Goal |

الأمل والسلام. (ملاحظة: توجد حبكة قصصية أعمق من التي كُشفت في المقطع، ولكنني محتفظ بها لنفسي لتحريك خيال المشاهدين). *ثقة بالنفس*


----------------------------------

  | بناء الشخصيات Character Development |


في الستوريبورد الأصلي لم توجد حقيبتان على الجذع/الحجر الذي تجلس عليه الشخصيات كما في المقطع النهائي إذ أضفتُها لاحقاً بعدما تبين لي وجود قصور في الستوريبورد. أن يبدأ المقطع بحجر أصم فذلك دخول مضجر فعلاً، ولا يقدّم معلومة مفيدة للمشاهد، إذ أن بداية المقطع ونهايته يجب أن تقدما معلومات مفيدة للمشاهد وإلا أصبح المقطع غير ذي جدوى ويرجو المشاهد أن ينتهي بأسرع وقت. فلذلك، ارتأيت إضافة جسم رابط يربط المقطع السابق بالحالي ويكون جسماً يستحق أن يبدأ المقطع به نظراً لحمله معلومات مفيدة في بناء الشخصيات. هذا الجسم الرابط هو "الحقيبتان" اللتين تقولان بوضوح أن البطلين "طفلة وشاب في ترحال، توقفا مؤقتاً في هذا المكان لنيل قسطٍ من الراحة قبل الانطلاق لمكان جديد في النهار التالي".

مرحلة الستوريبورد
الجسم الرابط

الشرارات المنتشرة في الهواء هي فكرة ليموليال وإضافة بصرية قيّمة جداً لإمتاع المُشاهد الذي يحدّق في صورة ثابتة. (ملاحظة: وقعتُ في خطأ إخراجي إذ جعلتُ اللقطة السابقة مسطحة أكثر من اللازم، فالأجمل أن تكون الكاميرا موضوعة بزاوية ميلان بسيطة على الأقل كي نرى الشخصيات من خلالها بزاوية ديناميكية كما في السينما والتلفاز، لا بزاوية مقيّدة كما في المسارح).


----------------------------------


| تصميم الشخصيات Character Design |

أبلغتُ ليموليال بتفضيلاتي للتصاميم وبادرَت هي بتصميمها بشكلٍ كامل مضيفةً إليها تفضيلاتها الشخصية. مرّت التصاميم بمراحل عدة حتى وصلت إلى حلتها الحالية المعتمدة.





بعض التصاميم الأولية



التصاميم المعتمدة


----------------------------------

 | تصميم الألوان Color Design |

اختيرت ألوان الشخصيات باتفاق الفريق، ولكنني كنتُ أطمح بإجراء دراسة عميقة للتغيرات اللونية وتحديد مساطر ألوان عناصر كل مشهد تحديداً دقيقاً قبل الدخول في مرحلة التلوين. الفنانة ليموليال أبدعت في اختياراتها ولكن الاتكال على براعتها في النجاح ليس أمراً سليماً. على الفريق أن يقوم بدراسة متعمقة جماعية قبل التلوين وألا يتكل على موهبة فرد وحسب. لم يسعفنا الوقت لعمل دراسة متعمقة للألوان وتغيراتها وفرش الفوتوشوب، فضلاً عن أنني أصلاً لستُ جيداً في هذا المجال فلذلك اتكلتُ على زميلتي *عرق*.


تصميم الألوان تحت ضوء اللهب


----------------------------------

| تابع/ بناء الشخصيات |

هنا نرى الشاب يحمل في كفه كتاباً يقرأ فيه عن كيفية علاج جناح الطير الكسير. إخراجياً، حرصنا ألا يبدو نَص الكتاب واضحاً إذ لم نرد أن ينشغل المشاهد بقراءة النص فيسهو عن الصورة العامة للمشهد. جدير بالذكر أن الخط الفاصل بين صفحتي الكتاب رمادي اللون وليس أسوداً، فاللون الأسود غير مناسب كفاصل بين ورقتين رقيقتين. ورد خطأ إخراجي جسيم هنا إذ كان من المفترض أن تخفت النار تدريجياً ويغشى الليل المكان إشارةً إلى مرور زمن طويل وانشغال الشاب بالكتاب انشغالاً رتيباً لا يطيقه الأطفال.

كتاب "كيف تداوي الطيور"


ملاحظة المخرج: كان يفترض بالنار أن تخمد هنا ويسطع نور القمر


لاحقاً نرى الفتاة تنام بعمق على كتف الشاب راقداً على رأسها الطير الصغير بأمان. أمرٌ طبيعي، فمنذ متى كان الصغار يحتملون المطالعة في كتابٍ بيطري حتى منتصف الليل؟ على كل حال حرصتُ هنا على أن تبدو الفتاة بأجمل حلّة ممكنة إذ أن هذا المشهد من المرجّح أنه سيخلد في ذاكرة المُشاهد طويلاً بسبب توقيته والموسيقى التصاعدية وحركة الزوم، لذا فلا مجال لتوفير الجهد والوقت فيه. أرجو أن تصفح عني زميلتي فقد عذّبتها هنا بعض الشيء *قلق*.

أرغب بالقول بأني قد فوجئت عند رؤية النسخة المعدّلة. كنتُ مؤمناً بقدرات زميلتي لكنني حقاً فوجئت بتطور مستواها في هذا الوقت القصير. الجبهة المكشوفة زادت جمال الشخصية كثيرا~

الستوريبورد واللايآوت

النسخة المعدلّة

 النسخة النهائية


ننتقل الآن إلى موقعٍ جديدٍ يبعد عدة أمتار عن الموقع السابق لكن أكثر قرباً من سطح الماء. جملة "يا أغلى الناس.. سأحملك على صدري" (الترجمة ليست حرفية) نبّهت المُشاهد على إقبال الشاب على التعبير عن صدق رغبته في رعاية الفتاة الصغيرة وحمايتها، وبقي فقط كشف تلك الرغبة بالفعل. حمل الشاب الفتاة الصغيرة النائمة بين ذراعيه بسكون وأمان وأوصلها إلى فراشها في الكوخ الشاطئي حيث الدفء.

هذه اللقطة هي من نوع Tracking Shot حيث تتبع الكاميرا الشاب في مسيره مبقيةً إياه في الوسط تماماً لنفهم بأن الشخصيات هي مركز الاهتمام. نور القمر يشع من فوقهما كإضاءة Spotlight المسرح، والنجوم تتلألأ من تحتهما على صفحة الماء ببهاء. حرصتُ على تطبيق قاعدة الأثلاث الإخراجية هنا أو كما تسمى Rule of Thirds إذ إن البحر المتلألئ إن لم يظفر بثلثي الشاشة تقريباً فلن يخطف الألباب.

تحت ضوء القمر


وصلنا الآن إلى نقطة الذروة في اللحن (وهي آخر نقطة في المقطع الرئيسي قبل الإعادة)، ولأنها الذروة وجب اختيار لقطات في صميم القصة تماشياً مع اللحن. فاللحن الواصل إلى الذروة يستحسن أن تزامنه حبكة واصلة إلى الذروة كذلك. نرى هنا غاية الطفلة وهي العثور على والديها الذين تجهل مكانهما ولم يبقَ لها منهما سوى الذكريات وقلادة كروية الشكل على المنضدة، فينزلها الشاب برفقٍ ولطف على سريرها مُهدياً إياها شيئاً من دفء والديها الذي تفتقده.

وجب التنويه هنا بأن اللونين الأحمر القاني (في لهب الشمعة) والأصفر الفاقع (في نور الشمعة الساقط على الطاولة) لا ينتميان إلى مدى الألوان المستهدف في المشهد، وكان يفضّل استبدالهما بدرجات ألوان دافئة مشتقة من البرتقالي حفاظاً على البصمة اللونية للمشهد من التشتت.


مدى الألوان المستهدف.
ملاحظة: اللونان الأصفر الفاقع والأحمر القاني ليسا ضمن المدى


----------------------------------

| فلسفتي الشخصية |

أؤمن بأن الله سبحانه قد خلقنا صغاراً في كون واسع. حقيقةً، لم أستطع إبعاد الكاميرا عن سحر نور الشمس المولود في خط الأفق، فمن أنا لأفعل ذلك؟ أنا محض نقطة ماء أو حبة رمل تتأمل شمس الله وتسبّحه وتشارككم هذا الحلم.

ملاحظة إخراجية: كان الأصح أن يستحوذ البحر على نصف الشاشة لا ثلثها فقط

علّي محظوظ بأن الخليج العربي يقع شرقي الكويت لا غربها، فلولا ذلك ما كنت رأيت التقاء قرص الشمس بصفحة الماء صباحاً كلما احتجتُ إلهاماً. *حمداً لله*

----------------------------------


| الخلفيات Backgrounds |

لن أعلّق. أترك التعليق لكم.

الستوريبورد بقلمي واللوحة النهائية بريشة ليموليال


مدى الألوان المستهدف




 

 
 
بعض تجارب التلوين بألوان Nicker Poster Colors على أوراق Muse TMK Poster


----------------------------------

| تابع/ بناء الشخصيات |

هذا الشاب الرحّال رقيق القلب يكتم في صدره أسراراً كثيرة لم يُسمعها سوى البحر. ماضيه يلفه الغموض. لا عجب ألا نفهم شكل عينيه.

كل الحقيقة في عينين لا نراهمها

قسوة قلبي ظهرت جلياً حينما استبعدتُ هذه اللوحة الرائعة من العمل
*ربي اغفر لي*
كمخرج، أؤمن بأن الرؤية الإخراجية تستلزم منا بعض التضحيات


----------------------------------

 

| الغاية: السلام |   

"إن أحرزتَ الغاية أحرزتَ كل شيء.
وإن لم تحرزها لم تحرز أي شيء". 

هذه اللوحة هي الأهم في المقطع. نجاحنا في تقديمها يعني نجاح المشروع،
وإخفاقنا في تقديمها يعني إخفاق المشروع. أن نرسم السلام في وجه طفلة.

عندي ملاحظة إخراجية واحدة، وهي أننا قد نسينا استخدام الحدود الملونة أو البيضاء في بعض المواضع التي استوجبت ذلك مثل أطراف الشعر والريش وأطراف الوسادة والملاءة وكذلك الأساور الذهبية، ففي تلك المواضع يستحسن التحديد بالألوان ليبدو الملمس حريرياً أو ليبدو السطح لامعاً. فطنتُ على ذلك متأخراً *لا بأس*.



هذه اللقطة كانت من أشق اللقطات إنتاجياً بالرغم من بساطتها وذلك لنقص خبرتي، إذ بدا طرفا المدخل بادئ الأمر وكأنهما درفتا باب مصعد توشكان على الالتقاء، مما استوجب ضبط سرعة تقاربهما وتثبيت المسافة الفاصلة بينهما. المهم أنها خبرة جديدة اكتسبتُها بلا ريب. *يبرر*


----------------------------------


| الختام |


لالاباي ما هو إلا خطوة أولى في الطريق نحو تحقيق الحلم الكبير. نرجو أن يلهمكم لتحقيق أحلامكم في صناعة الرسوم المتحركة. هو هدية صغيرة منا لكم فاستفيدوا منه وضعوا أحلامكم نصب أعينكم. وشكرا جزيلا لكم على دعمكم وتشجيعكم وقراءتكم لما دوّنت.

-تم بحمد الله-
2018/2019



كتابة: عبدالرزاق @q8sakuga 

هناك تعليق واحد:

  1. Casino - JTG Hub
    We have some great games to 시흥 출장샵 play. The 춘천 출장마사지 main thing about this site is 통영 출장샵 you can play the 강원도 출장샵 slots, and the mobile 하남 출장마사지 casino experience. The website and website

    ردحذف